بقلم : لمياء العتيبي
تحفل حياة المرأة بمزيج من صور الاهتمام البالغ بكل ما يخصهاتحت دعاوى إلحاقها
بالعصر... إحدى هذه الصور هي" الموضة" ذات الاسم اللامع الذي يطارد المرأة في كل
ناحية من نواحي حياتها فتنجذب لبريقه وأصبحت الكثيرات لا يتصورن الحياة بدونه،
ولا يمكن أن ينفصلن عنه بل يعتبرونه المقياس الوحيد لعصريتهن!!! ، وهذه ليست
مشكلة قائمة بذاتها، بل وصل الأمر إلى أن هذه الموضة المطلوبة من قبل الفتيات
والسيدات تفوح منها رائحة السفور بالذات في اللباس فصارت المرأة "تبحث عن ما
يناسب ذوقها وأناقتها ويتماشى مع قيمها بل المهم أن تنغمس بكامل جسمها وعقلها
في الموضة القادمة من الخارج وإن كانت قبيحة وساقطة، وصدقت المسكينة الخدعة التي
روجتها الوسائل الإعلامية التي تخدم ذلك، بل من لا تتبع الموضة تبقى مثالاً بين
زميلاتها للنقد والسخرية والتخلف!!
حتى لا يكاد أحد يصدق أن الموضة تسللت إلى مفاهيم غريبة وعجيبة مثل ظهور
موجات الأهداب الزائفة والفم الكريستالي والوجه اللؤلوي .
وقد اندلعت موضات أخرى اجتاحت وتأثرت بالعنف فنشر مصمم دار دافينشي إحدى تصاميمه
يُظهر فيها المرأة وهي تحمل كيلو جرام من المعدن الثقيل في أذنها وأقسم أنه لا يمقت المرأة ولا
ينال منها ولكنه يرجع السبب إلى طفولته يرى زوج أمه يضربها فحاول إظهار قوة المرأة وأن هذا
الجسد الأنثوي يمكن أن يكون " حامل أثقال"..!!! ويوماً بعد يوم تكشفت مساوئ هذه الظاهرة
وتبينت أبعادها الخطيرة ليس فقط عن طريق العري والتفسخ بل إن الأمر وصل إلى تميع ثقافة
المجتمع وانسلاخه في قيم وأنماط تصوغها أصابع مصممي الأناقة لتتردى المرأة في مهاوي السخف
والانحطاط وعندما تغطي الموضة مساحة كبيرة من مجتمعنا فلن نميز بين الفطري والمشوه،
وسيضيع دور المرأة في المجتمع الذي أصبح سوقاً رائجةً لكل غث رديئ، ويا ليت المرأة تعي أن
الأصل في اللباس هي الزينة المحتشمة وليست الموضة المتفلتة من كل قيم وأخلاق حميدة, ويمكن
للمرأة أن تظهر بكامل أناقتها دون مخالفة للدين والذوق السليم .
إن ما يجب أن نعرفه هو أن الموضة لم تجد الانتشار إلا في بلداننا العربية يقول صلاح حمدي في
صحيفة الجمهورية المصرية " أنه ذهب إلى باريس عاصمة الأزياء ليدرس خطوط الموضة وعاد بعد
6 أشهر ليقول للنساء العربيات المبهورات بالموضة... ليس هناك ما يسمى بالموضة إنما هي
خدعة لترويج ثقافتهم وبضاعتهم ... وبئس البضاعة..!!!